يشهد جنوب آسيا توترات متجددة بين الهند وباكستان، وهما دولتان نوويتان تتمتعان بتاريخ طويل من النزاعات الحدودية والجيوسياسية، خاصة حول إقليم كشمير المتنازع عليه. تصاعدت حدة المواجهات بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد هجوم كشمير في 22 أبريل 2025، وما تلاه من عمليات عسكرية متبادلة. يستعرض هذا التحليل، المحدث حتى تاريخ اليوم، الأحد، 11 مايو 2025، أبرز الأسلحة والقدرات العسكرية التي يستخدمها الطرفان في هذا الصراع المعقد.
تعتبر القدرات النووية للهند وباكستان حجر الزاوية في استراتيجياتهما الدفاعية والردعية. تشير التقديرات إلى امتلاك الهند حوالي 172 رأساً نووياً، بينما تمتلك باكستان حوالي 170 رأساً نووياً حتى مطلع عام 2025. ومن المتوقع أن تستمر هذه الأرقام في الزيادة، حيث تشير بعض الدراسات إلى إمكانية امتلاك كل دولة ما يصل إلى 500 سلاح نووي بحلول نهاية عام 2025، بقوة تدميرية هائلة.
تعتمد الهند على مجموعة متنوعة من أنظمة الإطلاق النووي، تشمل:
تمتلك باكستان أيضاً قدرات إطلاق متنوعة، منها:
على الرغم من أن الخبراء العسكريين يستبعدون لجوء أي من الطرفين إلى استخدام الأسلحة النووية إلا في حالات الضرورة القصوى أو تعرض وجود الدولة للخطر، فإن أي صراع تقليدي محدود يحمل في طياته مخاطر عالية للتصعيد إلى المستوى النووي، مما يجعل المنطقة بؤرة قلق دولي دائم.
تلعب القوات الجوية دوراً حاسماً في الصراع الهندي الباكستاني، حيث شهدت الفترة الأخيرة مواجهات جوية واستخداماً لطائرات مقاتلة متطورة وأنظمة دفاع جوي حديثة.
يمتلك سلاح الجو الهندي قوة جوية كبيرة ومتنوعة، تقدر بحوالي 2229 طائرة حربية إجمالاً، تشمل ما يقرب من 513 طائرة مقاتلة. من أبرز الطائرات في الخدمة:
كما عززت الهند دفاعاتها الجوية بنظام إس-400 تريومف (S-400 Triumf) الروسي، وهو نظام دفاع جوي صاروخي بعيد المدى يعتبر من بين الأكثر تطوراً في العالم، على الرغم من ادعاءات باكستانية باستهدافه، وهو ما نفته الهند.
مقاتلة رافال تابعة لسلاح الجو الهندي، وهي من أحدث الإضافات لترسانته الجوية.
يمتلك سلاح الجو الباكستاني حوالي 230 طائرة مقاتلة رئيسية، ويعتمد بشكل كبير على الطائرات الصينية والأمريكية. من أبرز طائراته:
في المواجهات الأخيرة، ورد أن باكستان استخدمت طائراتها من طراز J-10C و JF-17، وأصدرت القوات الجوية الباكستانية مقاطع فيديو تبرز قدرات طائراتها JF-17 Block III المزودة بصواريخ PL-15.
تشكل القوات البرية عنصراً محورياً في أي مواجهة بين البلدين، نظراً للحدود البرية الطويلة والمتنازع على أجزاء منها. يمتلك كلا الجانبين قوات برية ضخمة ومجهزة بمجموعة واسعة من الأسلحة.
تمتلك الهند قوة دبابات كبيرة تتجاوز 3000 دبابة قتال رئيسية، من بينها:
دبابة T-90 هندية، وهي عنصر أساسي في قواتها البرية.
تمتلك باكستان حوالي 1800 إلى 1839 دبابة قتال رئيسية، أبرزها:
دبابة الخالد الباكستانية، تمثل تطوراً هاماً في مدرعاتها.
يستخدم كلا الجانبين القصف المدفعي عبر الحدود بشكل متكرر، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى سقوط ضحايا مدنيين. كما يمتلكان مجموعة واسعة من أنظمة المدفعية الصاروخية وقذائف الهاون.
في التصعيد الأخير، قامت الهند بعملية أطلقت عليها اسم "عملية السندور" في 7 مايو 2025، استخدمت فيها صواريخ، بما في ذلك صواريخ كروز من طراز براهموس (BrahMos) (مشروع مشترك بين الهند وروسيا)، لضرب أهداف في الأراضي الباكستانية وكشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية. ردت باكستان بضربات جوية وصاروخية استهدفت مواقع داخل الهند. وتشمل ترسانة باكستان صواريخ باليستية تكتيكية مثل سلسلة "شاهين" القادرة على حمل رؤوس تقليدية ونووية.
على الرغم من أن النزاع يتركز بشكل أساسي على الحدود البرية والجوية، إلا أن كلا البلدين يمتلكان قوات بحرية مهمة لحماية سواحلهما ومصالحهما البحرية.
يوفر الجدول التالي مقارنة موجزة لبعض الجوانب الرئيسية للقوة العسكرية بين الهند وباكستان، بناءً على المعلومات المتاحة حتى مايو 2025. هذه الأرقام هي تقديرات وقد تختلف قليلاً بين المصادر المختلفة.
الفئة | الهند | باكستان |
---|---|---|
الرؤوس الحربية النووية (تقديري) | ~172-180 | ~170 |
إجمالي الطائرات العسكرية | ~2229 | أقل (تقديرات المقاتلات الرئيسية ~230) |
الطائرات المقاتلة الرئيسية | رافال، سو-30إم كي آي، ميغ-29، ميراج 2000 | J-10C، JF-17 ثاندر، F-16 |
دبابات القتال الرئيسية | أكثر من 3000 (T-90، أرجون، T-72) | حوالي 1800-1839 (الخالد، ضرار، T-80UD) |
الأصول البحرية الرئيسية (إجمالي) | ~293 (تشمل حاملات طائرات وغواصات نووية) | ~121 (تشمل فرقاطات وغواصات) |
أبرز الصواريخ الباليستية | أغني، برithvi، براهموس (كروز) | شاهين، غوري، حتف، بابور (كروز) |
مصادر التسليح الرئيسية | روسيا، فرنسا، إسرائيل، الولايات المتحدة، محلي | الصين (أكثر من 80% من الواردات)، محلي |
ملاحظة: الأرقام تقديرية وقد تختلف بناءً على المصادر وتحديثات الترسانات.
شهد الصراع الأخير تصاعداً في استخدام الطائرات بدون طيار (الدرونز) من قبل الجانبين، لدرجة وصفه بأنه "أول حرب طائرات مسيرة" بين الدولتين المسلحتين نووياً في جنوب آسيا. استخدمت الهند طائرات مسيرة مسلحة خلال عمليات ليلية، مما أثار مخاوف بشأن سلامة المدنيين والمواقع الدينية. كما ردت باكستان باستخدام طائرات مسيرة في عملياتها. تستخدم هذه الطائرات في مهام الاستطلاع والمراقبة والهجوم، مما يضيف بعداً جديداً للمواجهة العسكرية ويتطلب تكتيكات واستراتيجيات مضادة متطورة.
يوضح الرسم البياني التالي تقييماً مقارناً للقدرات العسكرية بين الهند وباكستان عبر عدة مجالات رئيسية. يستند هذا التقييم إلى التحليل العام للمعلومات المتاحة ويعكس القوة النسبية في كل فئة، حيث يشير الرقم الأعلى إلى قدرة أكبر أو أكثر تطوراً. هذا الرسم البياني هو تمثيل تقديري وليس قياساً دقيقاً للبيانات الفعلية.
يشير الرسم البياني إلى تفوق الهند في مجالات القوة الجوية والبرية والبحرية بشكل عام، بالإضافة إلى الإنفاق الدفاعي والتصنيع المحلي. ومع ذلك، فإن باكستان تحافظ على قدرة نووية رادعة قوية وتطور سريع في مجال تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، معتمدة بشكل كبير على الدعم الصيني.
تقدم الخريطة الذهنية التالية نظرة عامة على فئات الأسلحة الرئيسية وأنظمة محددة تستخدمها كل من الهند وباكستان، مما يساعد على تصور هيكل ترسانتيهما العسكريتين المعقدتين كما هو مفهوم حتى مايو 2025.
توضح الخريطة مدى تنوع وتعقيد الأنظمة العسكرية التي يمتلكها الطرفان، مما يعكس سباق تسلح مستمر في المنطقة.
تعتبر مصادر التسليح عاملاً مهماً في تشكيل القدرات العسكرية لكلا البلدين. تشير التقارير إلى أن باكستان تعتمد بشكل كبير على الصين كمورد رئيسي للأسلحة، حيث تستورد أكثر من 80% من أسلحتها من بكين. هذا يشمل الطائرات المقاتلة المتقدمة مثل J-10C، والفرقاطات، والغواصات، والطائرات بدون طيار. في المقابل، تتبع الهند سياسة تنويع مصادر أسلحتها، حيث تستورد من روسيا (مثل نظام S-400 ومقاتلات Su-30MKI)، وفرنسا (مقاتلات رافال)، وإسرائيل (أنظمة دفاعية وصواريخ)، والولايات المتحدة (طائرات نقل ومروحيات). هذا التباين في مصادر التسليح يعني أن أي صراع بين الجانبين يمكن أن يكون بمثابة مواجهة بين التقنيات العسكرية الصينية والغربية/الروسية المتقدمة.
يستكشف هذا الفيديو كيف يمكن أن يوفر الصراع بين باكستان والهند ساحة لاختبار الأسلحة الصينية، مما يسلط الضوء على البعد الجيوسياسي لتجارة الأسلحة ودور الصين كلاعب رئيسي في تزويد باكستان بالعتاد العسكري المتقدم.